جاري تحميل السلة...
حضانة الصغير في القانون المصري: متى تسقط؟ وما هي حقوق الأم والأب؟
«حضانة الصغير في القانون المصري: متى تسقط؟ وما هي حقوق الأم والأب؟»
الحضانة ليست مجرد حق، بل هي أمانة ثقيلة في عنق من أُنيطت به، وحينما تثار أمام المحاكم قضاياها تتجلى أعظم صور الصراع الإنساني بين قلبين كانا يومًا يجمعهما بيت واحد، ثم انفرط عقده. وهنا يقف القانون المصري حارسًا على مصلحة الصغير قبل أي اعتبار.
⚖️ أولًا: تعريف الحضانة وموقعها في القانون المصري
الحضانة لغةً هي الضم، ومنه قولهم «حضن فلان صغيره»، أي ضمه إليه. وشرعًا وقانونًا هي رعاية الصغير وتربيته وتعليمه وصيانته عما قد يهلكه حتى يبلغ سنًا يُستغنى فيها عن رعاية النساء.
وقد نص القانون المصري صراحةً على الحضانة في المادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون 100 لسنة 1985 حيث جاء:
«ينتهي حق حضانة النساء ببلوغ الصغير سن الخامسة عشرة سنة، وللمحكمة بعد ذلك أن تأذن ببقائه في يد الحاضنة حتى يبلغ سن الرشد إذا كانت مصلحته تقتضي ذلك.»
وهكذا يتضح لنا أن القانون راعى في المقام الأول مصلحة الصغير حتى بعد بلوغه السن المقرر قانونًا، فقد تبقيه المحكمة مع أمه إن رأت أن مصلحته في ذلك.
👩👦 ثانيًا: ترتيب أصحاب الحق في الحضانة
الأصل في الحضانة للأم، فهي أحق الناس بولدها ما دامت صالحةً لذلك. فإن سقط حقها، انتقلت الحضانة لمن يليها في الترتيب الذي قررته الشريعة والقانون:
الأم.
ثم أم الأم (الجدة لأم).
ثم أم الأب (الجدة لأب).
ثم الأخوات، وتُقدم الشقيقة، ثم الأخت لأم، ثم الأخت لأب.
ثم الخالات، ثم العمات.
وأخيرًا الأب.
وقد أكدت محكمة النقض هذا الترتيب في أحكامها، منها ما جاء في الطعن رقم ٥٩٢ لسنة ٧٤ ق جلسة 18/6/2007 بأن:
«ترتيب مستحقي الحضانة مقرر حفاظًا على مصلحة الصغير، ولا يجوز إهداره إلا لموجب شرعي.»
🚫 ثالثًا: متى يسقط حق الأم في الحضانة؟
على الرغم من أن القانون والشريعة قدما الأم في الحضانة، إلا أن هذا الحق ليس مطلقًا. فيسقط حق الأم في الحضانة في الحالات الآتية:
إذا تزوجت من أجنبي عن الصغير (أي رجل ليس من محارمه) ما لم تر المحكمة أن مصلحة الصغير في بقائه معها.
إذا ثبت عدم أمانتها، أو إصابتها بمرض معدٍ أو عقلي يؤثر في الصغير.
إذا امتنعت عن حضانته دون عذر.
وفي هذه النقطة، نلاحظ مرونة القضاء المصري الذي يقدّر مصلحة الصغير فوق كل اعتبار. فقد تحكم المحكمة ببقاء الحضانة مع الأم حتى لو تزوجت بأجنبي، إذا رأت أن في ذلك خيرًا للصغير.
⚖️ رابعًا: هل للأب حق في الحضانة؟
نعم، لكن الأب في الترتيب الأخير بعد النساء، ولا ينتقل إليه حق الحضانة إلا إذا فقد جميع من قبله من النساء حقهم في الحضانة. ومع ذلك يظل الأب صاحب الحق الأصيل في الولاية التعليمية والمالية على الصغير.
👀 خامسًا: حق الرؤية والاستضافة
حتى لو كانت الحضانة مع الأم أو الجدة، فلا يحرم الأب من حق الرؤية. بل ألزمت القوانين المصرية تنظيم ذلك حتى لا يُحرم الطفل من التواصل مع والده.
وقد نصت المادة 20 أيضًا على:
«ينظم القاضي في الحكم الذي يصدر بحضانة الصغير أو في حكم لاحق، مواعيد رؤية المحضون، وضوابطها، بحيث لا تقل عن مرة كل أسبوع…»
وهو ما يرسخ فكرة أن الحضانة ليست وسيلة انتقام بين زوجين منفصلين، بل هي وسيلة لحماية مصلحة الصغير نفسيًا واجتماعيًا.
💬 أسئلة شائعة جدًا يطرحها الناس
🔹 متى يختار الصغير مع من يعيش؟
بعد سن 15 عامًا، وله أن يبقى مع الحاضنة أو ينتقل لوالده، وتُقدر المحكمة مصلحته أولًا.
🔹 هل تسقط الحضانة عن الأم لو سافرت؟
الأصل أن الحضانة تسقط إذا ترتب على السفر عدم تمكن الأب من رؤية الصغير، لكن يمكن للمحكمة تقدير الظروف.
🔹 هل يمكن للأب حضانة البنت؟
نعم إذا انتقلت إليه الحضانة بعد سقوطها عن النساء، بشرط أن يوفر لها من يقوم برعايتها.
💡 خلاصة
الحضانة في القانون المصري تعبير راقٍ عن اهتمام المشرع بمصلحة الصغير قبل أي طرف آخر. فليدرك كل أب وأم أن خصومتهما قد تمر، أما بقاء قلب الصغير سليمًا فهي مسؤولية أمام الله ثم أمام القانون.
📚 نصوص القوانين والأحكام التي استند إليها المقال
المادة 20 من القانون 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون 100 لسنة 1985.
أحكام محكمة النقض الطعن رقم ٥٩٢ لسنة ٧٤ ق جلسة 18/6/2007.
الطعن رقم 308 لسنة 73 ق جلسة 10/7/2012.
مشاركة المقال
التعليقات (0)
أضف تعليقاً
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!